خطورة الذهاب إلى السحرة والدجالين
الحمد
لله وحده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، وبعد:
لا
شك أن الأمة لما هجرت التوحيد وتركته تعلمًا وإرشادًا ونصحًا، كثر الشرك فيها،
وازداد ذلك لما غاب المصلحون والدعاة المخلصون فما بقي سبيل ولا جانب من جوانب
حياة الناس ـ إلا ما شاء الله ـ إلا ورأيت خللًا جليًا في جناب التوحيد، ومن تلك
الجوانب ظهور وعودة السحرة والمشعوذين والدجالين إلى الساحة.
وما
ابتُلي الناس بهؤلاء الدجالين إلا من خلل في توحيدهم، وضعف في توكلهم على الله
تعالى حين نزل بهم البلاء، كذلك تركهم أعظم سلاح وأقوى علاج ألا وهو الدعاء
والضراعة إلى من بيده مقاليد السماوات والأرض.
ومن
أسباب ابتلاءهم أيضًا استهانتهم في تركهم أنفسهم وكذلك نساءهم بيد هؤلاء الدجالين
دون مراعاة للمحاذير الشرعية التي حذرت من إتيانهم وخطورة التعامل معهم.
قال
الله تعالى: ((وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنّما نحن فتنة فلا تكفر)).
وجاء
في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع
الموبقات" قالوا وما هن يا رسول الله؟ قال: "الشرك بالله،
والسحر...".
والموبقات
بمعنى: المهلكات.
وقد
عدَّ العلماء الوقوع في السحر سواء الساحر أو من ذهب إليه مصدقًا به آخذًا بقوله
أنه من نواقض الإسلام؛ لأنّ تصديقه فيما ادعاه من علم الغيب تكذيب للقرآن الكريم
حيث قال الله تعالى: ((قل لا يعلم مَن في السماوات والأرض الغيب إلا الله ...)).
ولا
شك أن تأثير الساحر والمشعوذ في المريض يحدث هذا التصديق لأن الساحر والمشعوذ وجد
قلبًا خاويًا ونفسًا مريضة متقبلة مستعدة لما يلقى إليها لذلك كان خطره عظيم، وشره
كبير.
يقول
ابن القيم رحمه الله: ولهذا فإن غالب ما يؤثر في النساء والصبيان والجهال، وأهل
البوادي، ومَن ضعُف حظه من الدين والتوكل والتوحيد، ومَن لا نصيب له من الأوراد
الإلهية والدعوات والتعوذات النبوية.
ويلحق
بالسحر مَن يعلق التمائم والحرز أو ما يوضع من الكتابات في اليد أو يلبس في الرقبة
ويعلق للصغير والمريض فهذا كله من الشرك.
وإذا
عرفت أن السحر والذهاب إلى السحرة والعمل بقولهم وتصديقهم كفر. فينبغي التفريق بين
الدجالين والمشعوذين وبين أهل الصلاح من أهل الرقى ـ غير التجار منهم ـ فاعرف عبد
الله أن الساحر والدجال والمشعوذ عنده علامات:
منها:
أنه يسألك عن اسمك واسم أمك.
ومنها:
يطلب منك قطعة قماش أو لباس.
ومنها:
يعطيك أوراقًا تحرقها وتتبخر بها أو تدفنها.
ومنها:
يطلب منك ذبح حيوان معين بالوصف كالأسود مثلًا.
ومنها:
يكتب لك حجابًا أو ورقة فيها حروفًا غير مفهومة أو أرقامًا أو أشكالًا مربعة
ودائرية.
ومنها:
أن يخبرك بما يتعلق بك قبل أن تتكلم كاسمك ومكان عملك أو سكنك أو حياتك.
فإذا
رأيت واحدة من هذه العلامات فاعلم أنك عند دجال أو ساحر أو مشعوذ فاحذر منه.
واعلم
أخي المسلم أن الدنيا لا تستقيم معك على حال وهي دار بلاء وامتحان تجد فيها
الأسقام والأمراض، والهموم والغموم، والأحزان والمصائب. فإن أصابك شيء من ذلك
فاصبر واحتسب ما عند الله تعالى من الأجر.
ولا
بأس أن تطلب الدواء الصحيح وتطرق السبل النافعة وتراجع أهل الصلاح ممن عُلم حاله.
فإن الله تعالى ما أنزل داء إلا وله دواء. وأنفع دواء هو الدعاء والتضرع إلى من
قدر عليك المقادير.
واحرص
أن تحصن نفسك وأهلك من السحرة والشياطين:
بقراءة
القرآن الكريم.
وملازمة
ذكر الله.
والالتزام
بالأوراد النبوية الصحيحة كورد الصباح والمساء والنوم وبعد الصلوات.
وأخيرًا
استعن بالله تعالى ثم ابحث عمن يعلمك التوحيد الخالص وحققه اعتقادًا وقولًا
وعملًا.
والحمد
لله أولًا وآخرًا.
وكتب
د. ناجي إبراهيم الدوسري
17/جمادى الآخرة/1441
اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد
0 الرد على "خطورة الذهاب إلى السحرة والدجالين "
إرسال تعليق