-->
وقفة مع سنن يزيد بن زريع ( 1 )

اعلان 780-90

وقفة مع سنن يزيد بن زريع ( 1 )


1-       قال: يَزِيدُ بْـنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ، قَالَ: وَذَكَرَ لَنَا أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَلَهُ الْجَنَّةُ "، قَالَ: أَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: " لَا يَتَّكِلُونَ"(1). اللفظ للنسائي في الكبرى رواه عن عمرو بن علي، عنه، به . 



([1]) صحيح : أخرجه : النسائي في السنن الكبرى 9 / 416 ( 10908 ) قال : أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سليمان التيمي. وسليمان التيمي هو سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمر البصري ثقة ( ت 143هـ ) .
وأخرجه: أحمد في مسنده 21 / 184 (13560) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (1135) من طريق سليمان التيمي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه .
وأخرجه : أحمد في مسنده 20 / 55 ( 12606 ) ، والبخاري في صحيحه 1 / 38 ( 129 ) ، وابن خزيمة في التوحيد 2 / 788 من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس رضي الله عنه .
ورواه أنس مباشرة كما في هذه الروايات، ورواه بواسطة معاذ رضي الله عنه كما في رواية أخرى ليس هنا محل بسطها .
فوائد :
1- من لطائفه الإسنادية : أَن رواته كلهم بصريون، وأَنَّ فِيه رواية الابن عَن أبيه .
2- لم يسم أنس من ذكر له وذلك لأن معاذا رضي الله عنه إنما حدث به عند موته بالشام وأنس حينئذ كان بالمدينة ولم يشهده .
قال بدر الدين العيني : هذا ليس بتعليق أصلاً والذاكر له معلوم عنده غير أنه أبهمه عند روايته وليس ذلك قادحاً في رواية الصحابي . ( عمدة القاري 2 / 209 ) .
3- هذا الحديث من مسندات أنس أم من مسندات معاذ؟ قلت : قول أنس بعده: ذَكَر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذٍ، يدل على أن أنسًا لم يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان هذا السياق مشعرًا بأنه سمعه. ( الكوثر الجاري على رياض أحاديث البخاري 1 / 264 ) .
4- من عِلَمَ علمًا - والناس على غيره من أخذٍ بشدة، أو ميلٍ إلى رخصة - كان عليه أن يودعه مستأهله ومن يظن أنه يضبطه كما فعل معاذ حين حدث به بعد أن نهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يخبر به خوف الاتكال، فأخبر به عند موته خشية أن يدركه الإثم في كتمانه. ( شرح صحيح البخاري لابن بطال 1 / 207 ) .
5- من لقي الله : أي من لقي الأجل الذي قدره الله يعني الموت كذا قاله جماعة، ويحتمل أن يكون المراد البعث، أو رؤية الله تعالى في الآخرة . قوله :"لا يشرك به"  اقتصر على نفي الإشراك لأنه يستدعي التوحيد بالاقتضاء ويستدعي إثبات الرسالة باللزوم إذ من كذب رسول الله فقد كذب الله ومن كذب الله فهو مشرك، أو هو مثل قول القائل من توضأ صحت صلاته، أي: مع سائر الشرائط فالمراد من مات حال كونه مؤمناً بجميع ما يجب الإيمان به . ( فتح الباري لابن حجر 1 / 228 ) .
6- أما دخول المشرك النار فهو على عمومه فيدخلها ويخلد فيها ولا فرق فيه بين الكتابي اليهودي والنصراني وبين عبدة الأوثان وسائر الكفرة ولا فرق عند أهل الحق بين الكافر عناداً وغيره ولا بين من خالف ملة الإسلام وبين من انتسب إليها ثم حكم بكفره بجحده ما يكفر بجحده وغير ذلك، وأما دخول من مات غير مشرك الجنة فهو مقطوع له به؛ لكن إن لم يكن صاحب كبيرة مات مصراً عليها دخل الجنة أولاً وإن كان صاحب كبيرة مات مصراً عليها فهو تحت المشيئة فإن عفي عنه دخل أولاً وإلا عذب ثم أخرج من النار وخلد في الجنة. والله أعلم . ( شرح النووي على مسلم 2 / 97 ) .
7- دليل على نجاة عصاة الموحدين من النار ، ودخولهم الجنة وهو مذهب سلف الأمة، خلافاً للخوارج الذين يخلدونهم في النار .
8- استحباب بشارة المسلم بما يسره. وفيه ما كان عليه الصحابة من الاستبشار .         
9- فيه أن لا يتكل المسلم على النطق بالشهادتين ويترك العمل، لأن الإيمان الصحيح يستلزم العمل الصالح . 


وكتب
ناجي بن إبراهيم الدوسري
12/ شول / 1437هـ



logo
تطوير المواقع والبرمجة وامن المعلوميات
  • فيسبوك
  • تويتر
  • انستغرام
  • اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

    مواضيع ذات صلة

    فتح التعليقات

    اعلان اعلى المواضيع

    header ads

    اعلان وسط المواضيع 1

    header ads

    اعلان وسط المواضيع 2

    header ads

    اعلان اسفل المواضيع

    header ads