أقوال العلماء في رواية المبتدع
أقوال العلماء في رواية المبتدع
الأول :- الرد مطلقاً وهو قول الإمام مالك وأبي بكر الباقلاني ، وذهبوا إلى أن
روايته لا تقبل مطلقاً سواء كانت بدعته مكفرة أم مفسقة .
واستدلوا بقول النبي صل الله عليه وسلم ( من
كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) وقوله عليه الصلاة والسلام (( من روى
حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبيَن)) ، وعللوا أن المبتدع لا يرعوي أن يكذب على
رسول الله صل الله عليه وسلم لعدم وجود الديانة التي تمنعه من ترويج بدعته وإن
وجدت فديانته وتقواه لنفسه وروايته وأثرها على أمته .
الثاني :- القبول مطلقاً ولم يشترطوا لقبولها شرطاً ، ولم يحجروا عليه إذا كان
الراوي المبتدع تقياً ورعاً وعللوا قبولهم المطلق أن تركهم الرواية عنه ستضيع أكثر
الأحاديث واعتذروا لهذا الراوي بأنه ما حمله على رواية بدعته إلا التأويل ، وهذه
شبهة لا تقبل ثم من أين لنا أنه حمله التأويل على الرواية .
واستدلوا بحديث : (( يحمل هذا العلم من كل
خلف عدوله )) فقالوا بما أنه حمل العلم فدليل على عدالته ، وهذا تعسف وخطأ بين في
فهم الحديث وحمله ما لا يتحمل .
الثالث :- التفصيل ، والتفصيل يندرج تحته تفصيلات :-
اتفق العلماء على أن البدعة جرح ، ثم اختلفوا
هل هذا الجرح ترد به الرواية أم لا ؟ .
وفصلوا تفصيلات في قبول رواية المبتدع :
التفصيل الأول : أن يكون تقياً صادقاً ولا يكن رأساً في البدعة ؛ لأنه إن كان رأساً فسيروج
لبدعته أو يغلب على الظن أنه سيروج ، وكذلك ينظر إلى الرواية فإن كانت الرواية
داعية إلى بدعة غلب على ظننا أنه يروج لهذه البدعة فاشتد الجرح فترد به الرواية
وارتضى هذا القول كثير من أهل العلم وهو ما ذهب إليه الإمام أحمد رحمه الله .
التفصيل الثاني : للشافعي رحمه الله قبول رواية أهل البدع لاسيما أهل البدع الذين يكفرون
بالمعصية ؛ لأن هؤلاء عندهم الكذب على رسول الله صل الله عليه وسلم كبيرة وصاحب
الكبيرة عندهم مخلد في نار جهنم ، فقبلوا روايتهم وتركوا من سواهم من أهل البدع فلا
تقبل روايتهم ؛ لأن منهم من يستحل شهادة الزور على الغير ، ومنهم من يستحل الكذب ،
وهذا التفصيل ارتضاه الفخر الرازي ورجحه وعليه أغلب أهل الحديث .
التفصيل الثالث :- للذهبي قال البدعة المفسقة على قسمين : بدعة صغرى ، وبدعة كبرى . أما
البدعة الصغرى : فتقبل روايته إن كان صادقاً في نفسه تقياً ورعاً والا ضيعنا كثيراً
من الأحاديث ، وإن كانت البدعة كبرى : فلا تقبل روايته وترد .
والصحيح في ذلك أننا ننظر في الراوي المبتدع
إن كان تقياً نقياً صادقاً ورعاً ناشراً للعلم الصحيح فهذا تقبل روايته ، وإن روى
في بدعته ، فنحذر الناس من بدعته ولا نكف الناس عنه والتعلم منه ، وقد أخرج
الشيخان في صحيحيهما لأهل البدع كما سأمثل فالأمثل في هذه التفصيلات الجمع بين
قولي الشافعي والذهبي رحمهما الله تعالى .
وممن روى لهم الشيخان من أهل البدع رؤوساً
وغيرهم :-
1- ثور بن يزيد الحمصي كان قدرياً واتهم بالنصب
.
2- جرير بن عثمان الحمصي كان ناصبياً .
3- شابة بن سوار الفزاري كان داعية إلى الإرجاء
.
4- عباد بن يعقوب الرواجي كان شيعياً .
5- عبدالله بن ابي نجيح المكي كان قدرياً .
وكتبه
ناجي بن إبراهيم الدوسري
13 / جمادى الآخر / 1437هـ
اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد