-->
شروط عدالة الراوي

اعلان 780-90

شروط عدالة الراوي



شروط عدالة الراوي

1- الاسلام :- وذلك أن الكافر ليس عدلاً ، وقد قال الله تعالى (( واشهدوا ذوي عدل منكم )) منكم : أي من المسلمين لا من غيرهم .
وقال الله تعالى (( واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء )) والكافر غير مرضي .
ومن السنة في الأعرابي الذي جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام فقال إني رأيت الهلال فقال "أتشهد أن لا إله الا الله " .. قال : نعم . قال :"تشهد ان محمداً رسول الله " .. قال : نعم . فأمر بلال أن يؤذن في الناس بالصوم من غد .
وهذا الشرط ليس في التحمل بل في الأداء ، لأنه يجوز أن يتحمل الكافر حال كفره ولكن يشترط أن يؤديه وهو مسلم كما في قصة أبي سفيان رضي الله عنه مع هرقل . وكما في حديث جبير بن مطعم في نقله قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بسورة الطور في الحرم وهو يصلي .
2- العقل:- وهو مناط التكليف لقوله عليه الصلاة والسلام (( رفع القلم عن ثلاث : ... عن المجنون حتى يفيق )) والمجنون فيه تفصيل  ..
إما أن يكون مجنوناً مطبقاً على الدوام فهذا لا تقبل روايته وهو غير مكلف ولا يترتب عليه حكم .
أو جنونه متقطعاً فتارة يجن وتارة يفيق فهذا تقبل روايته حال إفاقته وترد حين جنونه فلا تقبل.
3- البلوغ :-  فلا تقبل رواية الصبي غير البالغ ؛ لأن الله تعالى لم يعتبره فقال (( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا )) فأحكام التكليف نيطت بالبلوغ لقوله صل الله عليه وسلم (( رفع القلم عن ثلاث :-... وعن الصبي حتى يحتلم )) .
ويمكن للصبي أن يتحمل وهو صغير لكن يشترط أن يؤدي حال البلوغ ، وزاد بعض العلماء شرطاً أن يكون الصبي مميزاً حال تحمله واختلفوا في سن التمييز على أقوال والصحيح أنه يتفاوت من طفل لآخر .
4- التقوى والسلامة من الفسق وخوارم المروءة :- أما التقوى فهي شرط من شروط العدالة وهي أن تغلب طاعة العبد على معصيته .
وأما سلامته من الفسق فقد اتفق العلماء على أن فاعل الكبيرة إن لم يتب منها فهو فاسق وبقيد عدم توبته ترد روايته بفسقه .
وذهب جمهور العلماء على أن الإصرار على الصغيرة تزيل العدالة وتلحقه بالفسق لكن الصحيح والتحقيق أن الصغيرة ابداً صغيرة وذلك أن مناط اسقاط العدالة بالإصرار على الصغيرة يدور على عمل القلب ولا يعلمه إلا الله ، ولا نعلمه إلا أن تدل قرائن محتفة في الظاهر قوية تسقط هذه العدالة .
أما رد رواية العدل بخارم من خوارم المروءة فلم يجرح به عالم ، كذلك لم يرد علماء الجرح والتعديل حديثه بل إن بعض العلماء ممن جَرحَ  بخارم المروءة لم يقبل جرحه ولم يعتد به على المشهور وهذه بعض الأمثلة .
قال شعبة قلت للحكم : ما لك لا تروي عن زاذان الكندي ؟ قال : كان كثير الكلام .
وزاذان الكندي أبو عمر ثقة ، وثقه ابن معين والعجلي وابن سعد .
وكذلك طعن أبو داوود وجرح أحمد بن المقدام البصري لمزاح فيه وقد رد ابن حجر والذهبي كلام ابي داود فيه لأنه ثقة ثبت .
ومنه أيضاً جرح عبد الله بن داوود لعلي ابن المديني بسبب أكله في السوق ، ولا يضر علي ما جُرح به فهو الإمام الثبت .


وكتبه
ناجي بن إبراهيم الدوسري
13 / جمادى الآخر / 1437هـ




logo
تطوير المواقع والبرمجة وامن المعلوميات
  • فيسبوك
  • تويتر
  • انستغرام
  • اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد

    مواضيع ذات صلة

    فتح التعليقات

    اعلان اعلى المواضيع

    header ads

    اعلان وسط المواضيع 1

    header ads

    اعلان وسط المواضيع 2

    header ads

    اعلان اسفل المواضيع

    header ads