التدليس أنواعه وحكمه
عُرف التدليس بتعاريف عدة وكل تعريف شمل نوعاً من أنواعه ولم يشمله كله ، وغالب من عرفه إنما عرفه بتعريف الإسناد .
أنواع التدليس :
1- تدليس الإسناد :
أن يروي الراوي عمن سمع منه ما لم يسمعه منه موهماً أنه سمعه منه بصيغة موهمة .
وفيه :
روايته عمن سمع منه ، لكن تدليسه هنا أنه سمع منه جملة من الأحاديث إلا حديثاً أو أحاديث لم يسمعها مباشرة منه إنما سمعها بواسطة فيحذف المدلس هذه الواسطة ويرويها عن شيخه بصيغة محتملة السماع وعدمه كـ ( قال ) أو ( عن ) .
2- تدليس الشيوخ :
أن يسمي الرواي شيخه أو يكنيه أو يلقبه أو ينسبه بغير ما عرف واشتهر به . وهذا ايهام منه في معرفة شيخه كأن يكون شيخه ضعيفاً أو يوهم الاستكثار من الشيوخ .
3- تدليس التسوية :
وهو أن يسقط الرواي من فوق شيخه الذي سمع منه الحديث مع بقاء السند موهماً الاتصال ؛ كأن يسقط ضعيفاً أو صغيراً من السند ليظهره مستوياً بالثقات .
وفيه :
أن يروي المدلس عن شيخه الثقة ، وشيخه هذا مثلاً يروي عن ضعيف عن ثقة فيسقط المدلس الضعيف ، فيرويه عن شيخه الثقة عن الثقة . فيسقط الضعيف بين الثقتين وقد اشترط بعض المحدثين أن يسمع كلا الثقتين من الآخر .
وهذه أهم انواع التدليس وقد ذكروا تدليس العطف وتدليس السكوت وتدليس البلدان وتدليس الصيغ وغيرها .
الشروط التي يجرح بها المدلس :
1- أن يكون الحديث المدلَّس حديثاً ظاهره النكارة والبطلان .
2- ان يكون الراوي المدلس عالماً ببطلانه ونكارته .
3- أن يعلم المدلس أن الراوي الذي اسقطه هو الذي جاء من قبله ذلك البطلان أو النكارة .
وتعرف هذه الشروط بالقرائن الدالة وكثرة رواية الراوي للمنكرات عن الضعفاء .
كيفية معرفة تدليس المدلس ؟
يعرف من تنصيص أحد النقاد المتقدمين أو أن يشترط التصريح بالسماع في عنعنة أحد الرواة ويتوقف في قبولها إلا إذا صرح .
مراتب المدلسين :
1- من لم يوصف بذلك إلا نادراً وغالب رواياتهم مصرحة بالسماع ، والغالب أن إطلاق من أطلق ذلك عليهم فيه تجوز من الإرسال إلى التدليس . ومنهم من يطلق ذلك بناء على الظن ، ويكون التحقيق بخلافه .
2- من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى من الحديث الكثير أو أنه كان لا يدلس إلا عن ثقة .
3- من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقاً .
4- من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل .
5- من ضُعف بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع إلا أن يوثق .
الفرق بين التدليس والارسال ؟
إذا روى الراوي عن شيخ سمع منه وروى عنه ما لم يسمعه منه وإنما سمعه بواسطة فهو تدليس .
وإن روى عن شيخ لم يره ، أو رآه ولم يسمع منه فروايته عن شيخه مرسلة .
ولهذا التفريق فائدة :
فمن وصف بالتدليس وعنعن فعنعنته مردودة حتى يصرح بالسماع عن شيخه في كل رواياته هذا على الاجمال أما على التفصيل حسب طبقات المدلسين .
وأما ان كانت روايته مرسلة ممن لم يوصف بالتدليس وعنعن فعنعنته مردودة حتى يبين السماع عن شيخه ولو لمرة واحدة .
حكم عنعنة المدلس ؟
إن أكثر من التدليس وفحش ذلك منه وكان يدلس عن كل أحد أو عن الضعفاء خاصة فيتوقف في عنعنته حتى يصرح بالسماع لقبول روايته .
وأما من كان لا يدلس إلا نادراً ، او لا يدلس إلا عن ثقة فعنعنته على الاتصال ما لم يثبت عليه تدليساً بعينه وذلك بجمع الروايات وسبر الطرق .
الكتب التي اشتهرت بأسماء المدلسين :
1- التبيين لأسماء المدلسين لبرهان الدين الحلبي .
2- تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس للحافظ ابن حجر .
3- جامع التحصيل في احكام المراسيل للعلائي .
4- اتحاف ذوي الرسوخ بمن رمي بالتدليس من الشيوخ لحماد الأنصاري .
هذا ، والحمد لله أولاً وآخراً .
اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد