نصيحة فضيلة الشيخ ماهر الفحل حفظه الله
نصحية فضيلة الشيخ المحدث ماهر الفحل حفظه الله لي ، أسأل الله تعالى أن يبارك في عمره وعمله
أولاً : أخي الكريم ، أسأل الله أنْ يفتح عليك
من خيري الدنيا والآخرة ، وأنْ ييسر لك مزيداً منَ العلم النافع المؤدي إلى العمل
الصالح ، اعلم أنَّ طلب العلم من أفضل ما تصرف فيه الأوقات في هذه الدنيا الفانية
، وقد أثنى ربنا –عز وجل- على أهل العلم ثناءً عظيماً ، قال تعالى : يَرْفَعِ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
فاحرصْ – وفقك الله تعالى – على نيل تلك الدرجات ؛ إذ هي درجات ليست من رئيس هالك
، و لا وزير فانٍ ، بل هي درجاتٌ من رب الأرض والسماوات الذي له ملك الدنيا والآخرة
وقال تعالى مبيناً فضل العلماء :
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو
الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ فأشهدَ اللهُ تعالى أهل العلم على أعظم شهادة ، و
هي ((لا إله إلا الله)) وعطف ((أهل العلم)) على نفسه ، لِعظمِ مكانة أهل العلم
القائمين به .
فما أسعد من بلغ تلك المنـزلة ، فاحرص
–أخي الكريم- على العلم الشرعي النافع ، فإنه الأصل ، وهو الذي يدعو إلى العمل
ويصححه ويجعله مقبولاً عند الله تعالى ، قال تعالى : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ فقدم الله تعالى العلم .
ثم على الإنسان بعد أنْ يتعلم ويعمل
بما علم أنْ يدعوَ الناس إلى ما تعلمه ، فإنَّ أعظم الوظائف على الإطلاق الدعوةُ
إلى الله تعالى ، قال تعالى : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى
اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وهي وظيفة أعظم
الخلائق على الإطلاق : الرسل عليهم السلام ، وليبدأ المرء بأهله وأقاربه فينصحهم
ويعلمهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
فالدعوة إلى الله وظيفة عظيمة ، وأجرها عظيم قال النبيُّ لابن عمه علي بن أبي طالب
: ((لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ )) ، و
حمر النعم : أجودُ الإبل ، وهي أفضلُ أموال العرب آنذاك ، بمعنى : أنَّ هداية رجلٍ
واحد خيرٌ من أفضل ما يملك الناس من الماديات المغرية الفانية .
واحرص –أخي الكريم – على أنَّ تصرف
جميع وقتك في جمع رصيد من الحسنات ، فهي التي تبقى ؛ لأنَّها رصيدٌ محفوظ عند
الملك الذي لا يموت ، وكل ما سواها من الأرصدة والأموال والأولاد فانٍ زائلٌ .
أسأل الله تعالى أنْ ينفعك بما علمك ،
وأنْ يوفقك لما يرضيه ، وأنْ يجعلك من الدعاة إلى دينه ، إنَّه سمعٌ مجيبٌ .
وإليك – أخي الكريم – منهجاً سهلاً في
السير عليه ، عظيم النفع في الدنيا والآخرة ، وهو أنْ تربط نفسك بأعظم الكلام ،
كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله ، وذلك بأنْ تقرأ جزءاً من كتاب الله تعالى كلَّ يوم
، مع عشرة أحاديث من كتاب ((رياض الصالحين)) ، وحديثاً واحداً مع شرحه من كتاب
((جامع العلوم والحكم)) .
ثانياً: لابد من قراءة كتاب ((الجامع
في العلل والفوائد)) وتجعله مَدْرساً لك في التخريج والترتيب والنقد والإعلال،
وكذلك التفزيز وعلامات التنقيط، بل تنتفع منه بحجم الخط والأقواس، والحرف الأسود
من العادي، وتتعلم منه الأسلوب النقدي.
ثالثاً: لابد أن تهتم بالصحيحين غاية
الاهتمام ، وإمعان النظر فيهما ومعرفة معاني ألفاظهما، ولابد من شرح موجز لاسيما
عون الباري فهو شرح سلفي مختصر جيد.
رابعاً: لابد من قراءة العقيدة قراءة
دارس،و يمكنك أن تكتفي بقراءة كتب العلامة الشيخ عبد الرحمن البراك .
خامساً: يجب أن تتقرب إلى الله بجميع
الطرق الموصلة إليه ، وامتثال الأوامر واجتناب النواهي، وبر الوالدين وصلة الأرحام
؛ فهذا من أعظم ما يعين على طلب العلم.
سادساً: يجب أن تهتم بالدعوة إلى الله
غاية الاهتمام، وأن تحفظ المواعظ وتقيد الفوائد لاسيما ما تأخذه من كتب التفسير .
سابعاً: اجعل لنفسك ورداً يومياً من
كتاب ((تيسير الكريم الرحمن)).
ثامنا: ًلابد من قراءة كتب العلماء
الأفذاذ كالشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد.
اشترك في بريدنا الالكتروني لتتوصل باشعار فور نشر موضوع جديد